صحة الفم
تعرف على أهم امراض الفم وامراض اللثة والاسنان وكيفية الوقاية منها 2021
تشكل صحة الفم مؤشرا رئيسيا هاما على الحالة الصحية بشكل عام والسلامة ونوعية الحياة لدى الشخص. وتعرِّف منظمة الصحة العالمية صحة الفم بأنها "السلامة والخلو من الآلام المزمنة التي تصيب الفم والوجه والسلامة من السرطانات التي تصيب الفم والحلق والسلامة من العدوى والتقرحات التي تصيب الفم ومن الأمراض التي تصيب دواعم الأسنان (اللثّة) والسلامة من تسوّس الأسنان وفقدانها وغير ذلك من الأمراض والاضطرابات التي تحدّ من قدرة الشخص على العضّ والمضغ والابتسام أيضا ومن عافيته النفسية الاجتماعية.
![]() |
صحة الفم والاسنان |
الأمراض والاعتلالات التي تصيب الفم
يمكننا القول بأن هناك سبعة أمراض تصيب الفم، هذه الامراض تشمل تسوس الأسنان (نخر الأسنان)، وأمراض دواعم الأسنان (امراض اللثة)، وسرطانات الفم، وأعراض الفم المتصلة بالعدوى بفيروس الإيدز، والإصبات أو الجروح التي تصيب الفم والأسنان (رضوح الفم والأسنان)، ومرض الشفة المشقوقة والحنك المشقوق، وآكلة الفم (مرض الغرغرينا وهو مرض ناخر يبدأ في الفم ويصيب غالباً الأطفال) غير أنّ جميع هذه الأمراض يمكنك تجنبها و الوقاية منها إلى حد كبير أو علاجها في مراحلها المبكرة.
وتشير دراسات وأبحاث أجريت في العام 2016 قدرت هذه الأبحاث حجم الأمراض المتعلقة بالفم عالمياً وخلصت إلى أن أمراض الفم أصابت ما لا يقل عن ( 3.58 مليار) شخص في مختلف أنحاء العالم، ويعد تسوس الأسنان الدائمة أكثر الاعتلالات انتشارا من بين جميع الحالات التي جرى تقييمها. وعلى المستوى العالمي، تشير التقديرات إلى أن ( 2.4 مليار) شخص يعانون من تسوس الأسنان الدائمة، في حين يعاني (468 مليون) طفل من تسوس الأسنان اللبنية.
وفي سياق تزايد وتيرة التحضّر والتمدن وتغير الظروف المعيشية في أغلبية البلدان منخفضة الدخل ومتوسطة الدخل، لا يزال انتشار أمراض الفم يتزايد بشكل ملحوظ بسبب ضعف نسبة التعرض للفلورايد وصعوبة الحصول على الخدمات الأولية لرعاية صحة الفم. ويؤدي التسويق الكثيف والإقبال الزائد على السكريات والتبغ والكحول إلى زيادة استهلاك المنتجات غير الصحية والتي قد تؤثر على صحة الفم سلبا.
تسوس الأسنان - نخر الأسنان - Dental caries-
يحدث تسوس الأسنان عندما يعمل الغشاء الأحيائي الجرثومي (اللويحة) المتكوّن على سطح الأسنان على تحويل السكريات الحرة التي تحتوي عليها الأطعمة والمشروبات التي يتناولها الشخص إلى أحماض تتسبب في تآكل مينا الأسنان وعاجها بمرور الوقت. ومع استمراالشخص في تناول كميات كبيرة من السكريات الحرة وعدم التعرض بقدر كاف للفلورايد، وما لم تتم إزالة الغشاء الأحيائي الجرثومي باستمرار، فذلك سيؤدي إلى تدمير هياكل الأسنان، مما يؤدي إلى ظهور التجاويف والشعور ب آلام الأسنان أيضا، ويؤثر على نوعية الحياة لدى الفرد.
و في حال بلوغ المرض مراحله المتقدمة، فإن ذلك قد يؤدي إلى فقدان وتساقط الأسنان أيضا.
مرض دواعم الأسنان - امراض اللثة - gum disease
مرض دواعم الأسنان أو مرض اللثة هو مرض يصيب الأنسجة التي تحيط وتدعّم الأسنان. وغالباً ما يظهر هذا المرض في شكل نزيف اللثة أو تورم في اللثة (التهاب اللثة) وآلام، وتنتج عنه في بعض الأحيان رائحة الفم الكريهة.
امراض اللثة قد يؤدي الى فقدان المرتكز الذي يربط اللثة بالأسنان وبالعظم الداعم، وفي شكله الأكثر حدة، يؤدي إلى ظهور "جيوب" وإضعاف الأسنان (التهاب دواعم الأسنان).
وقد احتل مرض دواعم الأسنان الحاد، الذي قد يتسبب في فقدان الأسنان، المرتبة الحادية عشر في قائمة الأمراض الأكثر انتشاراً في العالم في عام 2016.
والسببان الرئيسيان لمرض دواعم الأسنان أو مرض اللثة هما تدني مستوى حفظ صحة الفم وتعاطي التبغ.
فقدان الأسنان
مرض تسوس الأسنان وأمراض دواعم الأسنان(امراض اللثة) يشكلان أهمّ سببين لفقدان الأسنان. وتنتشر آفة فقدان الأسنان الحاد وانعدام الأسنان (فقدان كل الأسنان الطبيعية) تنتشرعلى نطاق واسع، لاسيما بين كبار السن.
سرطان الفم
سرطانات الفم تشمل سرطان الشفة والسرطانات التي تصيب جميع المواقع الفرعية من تجويف الفم والبلعوم الفموي. ويقدر معدل الإصابة بسرطان الفم (سرطان الشفة وتجويف الفم) في العالم بأربع حالات لكل 100000 شخص. غير أن هناك تباينا واختلافا واسعا على الصعيد العالمي: يتراوح هذا التباين بين عدم وجود أي حالة إلى 20 حالة تقريبا لكل 100000 شخص. وسرطانات الفم منتشرة أكثر عند الرجال المسنين، ويختلف انتشارها اختلافا كبيرا حسب الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها الأفراد.
وفي بعض بلدان قارة آسيا والمحيط الهادئ، تُصنّف الإصابة بسرطان الفم من ضمن أنواع السرطان الثلاثة الرئيسية. ويعد تعاطي التبغ والكحول من بين الأسباب الرئيسية لسرطان الفم. وفي مناطق مثل أمريكا الشمالية وأوروبا، فإن عدوى فيروس الورم الحليمي البشري "عالية الخطورة" مسئولة عن تزايد نسبة سرطانات الفم والبلعوم بين الشباب.
أعراض الفم المتصلة بالعدوى بفيروس الإيدز
تظهر أعراض الفم المتصلة بالعدوى بفيروس الإيدز لدى 30-80% من الأشخاص المصابين بالفيروس، مع وجود تباينات واختلافات واسعة تبعا لظروف معينة مثل القدرة على تحمل تكاليف العلاجات التي تستخدم للمرضى المصابين بفيروس الإيدز.
وأمراض أو أعراض الفم التي تظهر لدى المصابين بالفيروس تشمل العدوى الفطرية أو مايسمى ب فطريات الفم أو العدوى الجرثومية( البكتيرية) أو العدوى الفيروسية، وتعتبرفطريات الفم أكثرها شيوعا وأول الأعراض التي تنذر بالإصابة بالمرض في الكثير من الأحيان. ويترتب او ينتج على آفات الفم المتصلة بالعدوى بفيروس الإيدز الشعور بالآلام وعدم الراحة وجفاف الفم وصعوبات في تناول ومضغ الطعام، كما أنها تشكل مصدرا دائما للعدوى الانتهازية.
ويمكن استخدام الكشف المبكر عن آفات أو مضاعفات الفيروس التي تظهر في الفم، لتشخيص العدوى بفيروس الإيدز ومراقبة تطور المرض والتنبؤ بحالة المناعة لدى الشخص المصاب، وهذا يؤدي بدوره إلى تدخل علاجي في الوقت المناسب. ومن شأن معالجة آفات ومضاعفات الفم المتصلة بالعدوى بفيروس الإيدز أن يحسن بشكل كبير من صحة الفم ونوعية الحياة أيضا لدى المصابين.
رضوح الفم والأسنان (إصابات الفم والأسنان - جروح الفم والاسنان)
رضوح الفم والأسنان أو إصابات الفم والأسنان هو عبارة عن إصابة في الأسنان أو إصابة في الأنسجة الصلبة أو الرخوة داخل الفم وتجويف الفم.
ويبلغ معدل انتشار إصابات الرضوح في الأسنان(سواء الأسنان اللبنية أو الأسنان الدائمة) حوالي 20%.
إصابات الفم والأسنان قد تكون ناتجة عن عوامل متصلة بالفم (مثل عدم اصطفاف الاسنان أو عدم تساوي الأسنان) وعوامل بيئية (مثل الملاعب أو المدارس غير الآمنة) وسلوك المجازفة واﻟﻌﻨﻒ.
ويعد علاج اصابات الفم والاسنان ﻣﻜﻠﻔا وطويل الأمد، ويمكن أن يؤدي في بعض الأحيان إلى ﻓﻘﺪان اﻷﺳﻨﺎن، ﻣﻤﺎ ﻳﺆدي إﻟﻰ ﻣﻀﺎﻋﻔﺎت متصلة بنمو اﻟﻮﺟﻪ وﻣﻀﺎﻋﻔﺎت متصلة بالجانب النفسي ويمكن أن تؤثر على أداء الشخص في الحياة.
آكلة الفم- Noma
آكلة الفم مرض ناخر يصيب الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و6 سنوات، والذين يعانون من سوء التغذية وأمراض معدية ويعيشون في فقر مدقع ويعانون من ضعف في أجهزتهم المناعية.
وتنتشر آكلة الفم في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بصفة خاصة، ولكن سُجّلت حالات نادرة في أمريكا اللاتينية وآسيا.
وتظهر آكلة الفم في بدايتها في شكل آفة (قرحة أو تقرحات) هذه التقرحات تصيب الأنسجة الرخوة للثة داخل الفم (تقرحات اللثة أو تقرحات الفم) حيث تعتبر سببا من أسباب تقرحات الفم، ثم تتطور قرحة اللثة الأولية لتتحول إلى التهاب اللثة التقرحي الناخر الذي يتطور بسرعة ويتسبب في تدمير الأنسجة الرخوة ويزيد من تقدم وتطو رالمرض ليشمل الأنسجة الصلبة وجلد الوجه.
ووفقا إلى تقديرات منظمة الصحة العالمية في عام 1998، تُسجّل (140) ألف حالة جديدة سنويا من حالات آكلة الفم. واذا لم يتم علاج هذه الحالات فإن ذلك ستؤدي إلى الوفاة في 90% من الحالات المصابة. وفي حال الكشف عن آكلة الفم في مرحلة مبكرة، يمكن وقف تطورها بسرعة بفضل تدابير النظافة الصحية الأساسية والمضادات الحيوية والتغذية الجيدة. و الكشف المبكر على هذا المرض سيساعد على تجنب المعاناة والعجز والوفاة. ويعاني الناجون من هذه الآفة من تشوه حاد في الوجه، وصعوبة في الكلام ومضغ الطعام، ويواجهون الوصم الاجتماعي أيضا، كما أنهم يضطرون للخضوع لعمليات جراحية معقدة ويحتاجون لإعادة التأهيل.
فلح الشفة والحنك(مرض الشفة المشقوقة والحنك المشقوق) (cleft lip and palate)
فلح الشفة والحنك عبارة عن اضطرابات متغايرة تصيب الشفتين وتجويف الفم وتحدُث إما بمفردها (70%) أو في إطار متلازمة، وتصيب أكثر من 1 لكل 1000 من المواليد الجدد في العالم.
وعلى الرغم من أن الاستعداد الوراثي يشكل عاملا مهما في التشوهات الخلقية ومنها مرض الشفة المشقوقة والحنك المشقوق ، إلا أن ثمة مجموعة من عوامل الخطر الأخرى التي تلعب دورا في ذلك أيضا ، مثل سوء تغذية الأم الحامل واستهلاك التبغ وتعاطي الكحول والبدانة أثناء فترة الحمل.
وفي البيئات والمناطق المنخفضة الدخل، يعتبر معدل الوفيات الناجمة عن فلح الشفة والحنك مرتفعا بين المواليد الجدد.
الأمراض غير المعدية وعوامل الخطر الشائعة وعلاقتهم بامراض الفم
هناك عوامل خطر قابلة للتغيير تشترك فيها معظم أمراض الفم (مثل اتباعك لنظام غذائي غير صحي يحتوي على نسبة عالية من السكريات الحرة، و تعاطي التبغ وأيضا تعاطي الكحول)، وهي عوامل مشتركة أيضا مع الأمراض غير المعدية الأربعة الرئيسية (أمراض القلب والأوعية الدموية، والسرطان، والأمراض التنفسية المزمنة، ومرض السكري).
وعلاوة على ذلك، يُشار إلى أن داء السكري يرتبط بصورة تفاعلية مع ظهور التهاب دواعم الأسنان وتطوره.
وبالإضافة إلى ذلك، هناك علاقة سببية بين استهلاك نسب عالية من السكريات ومرض السكري والسمنة وتسوس الأسنان.
الوقاية من امراض الفم
يمكن التخفيف من عبء أمراض الفم وغيرها من الأمراض غير المعدية بفضل التدخلات الصحية العامة، وذلك بالتصدي لعوامل الخطر الشائعة.
هذه التدخلات تساعد أو تمنع جدوث الكثير من امراض الفم والاسنان حيث تعتبر حيث تساهم بشكل كبير في علاج تسوس الاسنان و علاج تقرحات الفم وأيضا علاج رائحة الفم الكريهة وغيرها من الامراض
ومن بين هذه التدخلات:
- تشجيع اتباع نظام غذائي متوازن:
- الحد من تناول السكريات الحرة من أجل الوقاية من تسوّس الأسنان وفقدانها في مراحل مبكّرة من العمر، ومن غيرها من الأمراض غير المعدية الناجمة عن سوء التغذية.
- تناول كمية كافية من الخضروات والفواكه، والتي قد تسهم في الوقاية من سرطان الفم.
- الحد من التدخين، وتعاطي التبغ الذي لا يُدخّن، والحد أيضا من استهلاك الكحول بهدف الحد من مخاطر الإصابة بسرطان الفم ومرض دواعم الأسنان وفقدان الأسنان.
- وتشجيع استخدام معدات الحماية اللازمة عند ممارسة الرياضة وقيادة المركبات بهدف الحد من مخاطر الإصابة في الوجه.
- الحرص على استخدام او التعرض
الكافي للفلورايد وهذا يعتبر عامل مهم جدا من عوامل الوقاية من امراض اللثة
والوقاية من امراض الفم والاسنان.
وهناك إمكانية كبيرة للوقاية من تسوس الأسنان بفضل تزويد تجويف الفم بكمية قليلة من الفلوريد على نحو منتظم. ويمكن الحصول على الفلورايد من مصادر مختلفة، مثل مياه الشرب المزوّدة به أو الملح أو الحليب أو معجون الأسنان.
ويساهم تعريض الأسنان لكمية مثلى من الفلوريد على المدى البعيد في تخفيض حالات الإصابة بحفر الأسنان وانتشارها لدى جميع الفئات العمرية.
- ينبغي تشجيع تفريش الأسنان مرتين في اليوم بمعجون الأسنان المحتوي على الفلورايد (من 1000 إلى 1500 جزء بالمليون(ppm)).
المصدر: منظمة الصحة العالمية
تعليقات
إرسال تعليق